20 - 11 - 2025

عجاجيات | على الأرض أم فى عنان السماء

عجاجيات | على الأرض أم فى عنان السماء

خلال عملي كرئيس للمكتب الإعلامى بسفارة مصر فى الجزائر العاصمة كنت أستند على قوة مصر الناعمة، وكيف لا وقد سمعت رئيس الجزائر عبدالعزيز بوتفليقة رحمه الله يقول أجمل الكلمات فى حق الشيخ عبدالباسط عبدالصمد وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وسمعت من كبار الصحفيين الجزائريين قصائد شعر فى الشيخين محمد الغزالى ومحمد متولى الشعراوي (الاثنان مثلا الأزهر فى الجزائر)، وكيف لا وقد سمعت عزالدين بوكردوس شيخ الصحفيين الجزائريين ورئيس تحرير صحيفة  الشعب (اقدم الصحف الجزائرية) يفتخر بأنه أجري مقابلة صحفية مع عبدالحليم حافظ.

وكيف لا افتخر بالفن المصري والجزائر كلها أشادت بمسلسل ام كلثوم عند عرضه فى التليفزيون الجزائري، والذى تشرفت بالتحدث عنه فى الإذاعة الجزائرية، وكيف لا وقد وفقت فى تنظيم أسبوع أفلام الفنان محمد فوزي الذى يكن له الشعب الجزائري كل الحب والتقدير والاحترام، بوصفه ملحن النشيد الوطنى الجزائري، وقد شرفت بالحديث عنه أكثر من مرة فى الإذاعة الجزائرية وإذاعة البهجة...

ولا أنسى حضور كبار المسؤولين الجزائريين العرض الخاص لفيلم ناصر ٥٦ بطولة النجم احمد زكى، ولا أنسى كلمات السفير أمين غنيم، سفير مصر فى الجزائر رحمه الله للصحفيين بعد العرض، وافتخاره بالزعيم عبدالناصر وإشادته باجتهاد أحمد زكى فى تقمص شخصية ناصر قدر الامكان، رغم الفارق الهائل بين الأصل والصورة.

وخلال عملى كرئيس للمكتب الاعلامى بسفارة مصر فى أبوظبى كنت استند أيضا على قوة مصر الناعمة، فقد تشرفت كممثل للسفارة بتقديم فرقة رضا عندما زارت الإمارات فى إطار حملات تنشيط السياحة، وتشرفت بالحديث عن كوكب الشرق أكثر من مرة أمام المئات من عشاقها فى مسرح المجمع الثقافى وفى مسرح قصر الإمارات، وذلك خلال تنظيم مهرجان انغام من الشرق.

وشعرت برقبتى ترتفع إلى عنان السماء، وأنا أرى الترحيب بالفرق الموسيقية المصرية ونجوم الغناء والطرب إيمان البحر درويش ومدحت صالح ومحمد الحلو وهانى شاكر ومحد ثروت ونادية مصطفى وآمال ماهر،

كما رأيت الترحيب الحار والاحتفاء بأستاذة الأجيال الرائعة رتيبة الحفنى، وكنت فى قمة الزهو بمصريتى وأنا أدير ندوة للموسيقار العملاق عمار الشريعى ضيف شرف مهرجان أنغام من الشرق، وكم كانت سعادتى وأنا أرى مسرح المجمع الثقافى بأبو ظبى كامل العدد وهو يستضيف حفل الموسيقار عمر خيرت.

والحقيقة أن كل ذلك يؤكد أن الفن المصري لم يكن يوما مفلسا أو على الأرض، فالسينما المصرية كانت الأولى فى المنطقة وأفريقيا وقدمت أعظم الأفلام، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر العزيمة، الأرض، شروق وغروب، صراع فى النيل, شيئ من الخوف، فى بيتنا رجل، سواق الاتوبيس, المصير، الكيت كات. والسينما المصرية قدمت أعظم النجوم نذكر منهم نجيب الريحاني ويوسف وهبى ومحمود المليجى وفريد شوقى وذكي رستم وحسين رياض وشكري سرحان وكمال الشناوي وصلاح ذو الفقار ورشدى أباظة وأحمد مظهر وإسماعيل بس ومحمود ياسين ونور الشريف وعادل امام وسعيد صالح وسمير غانم وأمينة رزق وفاتن حمامة ومريم فخر الدين وهند رستم وماجدة ونادية لطفى وسعاد حسنى وميرفت امين، وقدمت أعظم المخرجين نذكر منهم صلاح ابو سيف وبركات وحسين كمال ويوسف شاهين وعاطف الطيب

وفى الموسيقى حدث ولا حرج، فمصر قدمت للإنسانية سيد درويش والقصبجى وزكريا أحمد ورياض السنباطي ومحمد عبدالوهاب ومحمود الشريف وعبدالعزيز عبدالحق وحلمى بكر وعمار الشريعى وبليغ حمدي، ويكفينا فخرا أنها قدمت ام كلثوم وشادية ونجاة وفايزة احمد ومحمد قنديل ومحرم فؤاد وعادل مأمون وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وعبدالعزيز محمود وكارم محمود.

الفن المصري يفتخر بأنه قدم أعمال عمالقة فى قامة نجيب محفوظ وثروت أباظة وأمين يوسف غراب ويوسف ادريس وصنع الله ابراهيم وإبراهيم اصلان وأسامة انور عكاشة ومحمد جلال عبدالقوي وسعد الدين وهبة.

وان ننسى فلا ننسى مسلسلات أهدتها مصر لكل الأمة العربية وشغفتها حبا، مثل هارب من الأيام، والدوامة، والطاحونة، والقاهرة والناس، وذئاب الجبل، ولن اعيش فى جلباب أبى، وزيزنيا، وليالى الحلمية، ورأفت الهجان، ودموع فى عيون وقحة، واولاد آدم، والمال والبنون، والعائلة، والأصدقاء، والليل وآخره.

وما تلك إلا غرفة من نهر الفن المصري الذى سيظل يتدفق إبداعا عذبا بمشيئة الله، وسيظل من مصادر قوة مصر الناعمة.
----------------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج


مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | على الأرض أم فى عنان السماء